JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل

جدة.. تتصدر مؤشرات جودة الحياة

 د. عبدالله صادق دحلان


من حق سكان مدينة جدَّة أنْ يفخروا بإنجازات الدولة من خلال أمانة جدَّة، لتتصدَّر مدن المملكة في مؤشِّر جودة الحياة لعام 2025، لتُسجِّل المرتبة الأُولَى محليًّا، والثانية عربيًّا بعد مسقط، بحسب بيانات منصَّة «Numbeo»، التي صنَّفت جدَّة في المرتبة الـ74 عالميًّا ضمن تقرير هذا العام، الصادر في 29 سبتمبر 2025، هذا المنجز يضع عروس البحر الأحمر في موقعٍ متقدِّمٍ على الخريطة الإقليميَّة، ويعكس هذا الإنجاز نقلةً نوعيَّةً في الخدمات والبنية التحتيَّة، ونمط المعيشة، خلال السنوات الأخيرة، والتي جعلتها أكثرَ جذبًا للسكَّان والزوَّار على حدٍّ سواءٍ.

هذا المؤشِّر الذي يقيس جودة الحياة في المدن، يجمع عدَّة معايير، مثل السَّلامة العامَّة، وكفاءة القطاع الصحيِّ، وجودة البنية التحتيَّة، والبيئة الحضريَّة، وتكاليف المعيشة مقارنةً بالدَّخل، وتوفِّر المرافق العامَّة وغيرها من عناصر الحياة اليوميَّة، وأظهرت لوحة بيانات «Numbeo» أنَّ جدَّة حقَّقت تقدُّمًا ملحوظًا في هذه الجوانب، من بينها ارتفاع مؤشرات الأمن والاستقرار، وتوازن كلفة المعيشة، وتحسُّن الخدمات الصحيَّة، وهي عوامل ترتبط مباشرةً برفاهيَّة السكَّان، واستقرارهم، ونشاطهم الاقتصاديِّ.

يأتي هذا التقدُّم متماشيًا مع مستهدَفات رُؤية المملكة 2030، وبرنامج جودة الحياة، الذي يهدف إلى تمكين الثقافة، والترفيه، والرياضة، والسياحة، وتحويل المدن السعوديَّة إلى بيئات جاذبة للعيش، والاستثمار، والزيارة.

ففي مدينة جدَّة، أُنشئت العديد من المشروعات التي تمثَّلت في تطوير الكورنيش، والواجهات البحريَّة، وزيادة المساحات الخضراء، وتخصيص مسارات للمشي والدرَّاجات، ومناطق ألعاب للأطفال، بالإضافة إلى المرافق الخدميَّة كالمطاعم والمقاهي، وإقامة فعاليَّات المواسم العالميَّة مثل سباق الفورمولا 1، وإقامة الحفلات الفنيَّة، ومشروعان إعادة إحياء منطقة البلد التاريخيَّة، التي أعادت للمدينة بُعدها الحضاريَّ والثقافيَّ والسياحيَّ.

إنَّ هذا الترابط بين التراث العريق والحداثة المتسارعة ساهمت في تعزيز الهويَّة السياحيَّة والثقافيَّة لمدينة جدَّة، وجذب الاستثمارات، وتعزيز الاقتصاد المحليِّ.

إنَّ تصدر جدة محليًّا، وحلولها ثانيًا عربيًّا، يبرز الدور الإستراتيجي لأمانة جدة، التي عملت في السنوات الماضية على سلسلة من المشروعات النوعية للارتقاء الحضري، من خلال التخطيط العمرانيِّ المتوازن، وتطوير الشوارع، والشواطئ، والحدائق، والمرافق، وتحسين تجربة المشاة والنقل، ورفع كفاءة الرقابة والخدمات البلديَّة، وتفعيل الشراكات مع القطاعين الخاص وغير الربحيِّ، هذه المنظومة التكامليَّة والجهود ساهمت بشكل مباشر في رفع ترتيب جدَّة عالميًّا.

ولأنَّ المؤشرات العالميَّة تُحدَّث بشكلٍ دوريٍّ، فإنَّ الحفاظ على هذه المكانة يتطلَّب استمرار العمل على ملفَّات رئيسة منها: زيادة المساحات الخضراء، وتعزيز الاستدامة البيئيَّة، وتسهيل الوصول الشامل لكافَّة فئات المجتمع إلى الخدمات والمرافق، وتطوير مجالات النقل العام الذكيِّ، وتعزيز السلامة المروريَّة، وتوسيع خيارات الثقافة والرياضة والترفيه، إضافةً إلى مواصلة تحسين بيئة الأعمال، ودعم ريادة الأعمال والابتكار، بما يضمن أنْ تظلَّ جدَّة نموذجًا سعوديًّا يُحتذَى به في جودة الحياة.

وبهذا الإنجاز، أتوجَّه بجزيل الشكر والتقدير لوزارة البلديَّات والإسكان، وأمانة جدَّة، على رأسها المهندس صالح التركي أمين محافظة جدَّة، وجميع العاملين، على جهودهم المتواصلة التي أسهمت في هذا الإنجاز الوطنيِّ، وعلى مبادرات أمانة جدَّة التي جعلت جدَّة أكثر جمالًا وفاعليَّةً وازدهارًا، وساهمت في صناعة مدينة تُباهى بها المملكة، ويعتزُّ بها سكَّانها وزوَّارها، وهي رسالة لكلِّ مَن انتقد -ولا زال ينتقد- أمانة جدَّة، وعلى رأسها معالي أمينها.

إنَّ التطوير لأيِّ مدينة يحتاج -أحيانًا- إلى سنوات، لتظهر نتائجه، ويلمسه المجتمع، وهذا ما رأيناه في مدينة جدَّة التي أخذت سنوات ما بين التخطيط والتنفيذ، حتى ظهرت ملامح التطوير المقبلة، وأجزم بأنَّ السنوات المقبلة ستبرز مشروعات عملاقة، منها في وسط المدينة، ومنها في الواجهة البحريَّة، ومنها في منطقة العشوائيَّات، وعندها سيُغيِّر المنتقدُونَ آراءَهُم وفكرَهُم تجاه الأمانة والقائمِينَ عليها.


NameEmailMessage